الثلاثاء، 17 يناير 2023 - 01:33 م

 عندما يتجوَّل الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، و٧ وزراء، وعددٌ من كبار رجال الدولة سيرًا على الأقدام بكلِّ أمانٍ وطمأنينةٍ فى شوارع مدن رفح والشيخ زوِّيد والعريش التى كانت معقلًا للإرهاب والإرهابيين سنوات طويلة، فهذا حدثٌ لو تعلمون عظيم، ويُعدُّ بمثابة رسالة للمصريين وللعالم أجمع بأن سيناء أصبحت خاليةً من الإرهاب، وأن مصر حقَّقت الإنجاز الإعجاز.. مشاهد ذات مغذى ومعنى لكبار المسئولين وهم يتفقَّدون آثار العدوان الإرهابى وطلقات الغدر والتفجيرات على الجدران والبنايات..

 لحظة قاسية التى تفقَّد فيها وزير العدل، المستشار عمر مروان، مبنى محكمة العريش التى كان يعمل بها شقيقه المستشار  محمد مروان، الذى استشهد عام ٢٠١٥، عندما كان يعمل رئيسًا لمحكمة جنح العريش، وكم كان رائعًا أن كرَّمته الدولة بإطلاق اسمه على إحدى قاعات مبنى المحكمة؛ للتأكيد على أن مصر لا تنسى أبناءها الشهداء.
 
هذه الجولة الرائعة تستحق أن نتوقَّف أمامها طويلًا بالفحص والتحليل والتمحيص.. الإعجاز تحقَّق، وما ظنَّه الكثيرون مستحيلًا أصبح ممكنًا؛  وها هى الحياة تعود إلى طبيعتها فى سيناء، وها هى مدن مثلث الإرهاب "رفح والشيخ زوِّيد والعريش"، والتى كان مجرد الدخول إليها محفوفًا بالمخاطر، وظلَّت سنوات طويلة مُلتهبةً، بعد أن استوطنتها العديد من التنظيمات الإرهابيَّة، من القاعدة إلى داعش، مرورًا بولاية سيناء وأنصار بيت المقدس وجند الإسلام وولاية سيناء وحسم وكتائب الفرقان وأخواتهم الذين عاثوا فى تلك الأرض الطَّيبة فسادًا.. 

مَشهد تجوُّل رئيس الوزراء والوزراء بطول ذلك الشريط الحدودى لمسافة ٥٥ كيلو مترًا يستحق أن تَكتب فيه القصص والحكايات، وأن يحتفى به التليفزيون بجميع قنواته، ويُخصِّصون له الساعات والساعات؛ لأننا وصلنا إلى ذلك بالمُعاناة والتضحيات والبطولات، ودفع الثمن غاليًا أبطالنا من رجال قواتنا المسلَّحة والشرطة، الذين ضحُّوا بأرواحهم ودمائهم الزَّكية؛ حتى تعيش مصر آمنةً مُستقرةً، وفازوا بالشهادة وبوعد السماء الذى هو آتٍ لا رَيب فيه، وما أجملها منزلة الشهداء.

كلنا نتذكَّر  تلك السنوات العصيبة التى عِشناها تحت وطأة الإرهاب البغيض، ولا يجب أن تغيب عن ذاكرتنا مشاهد التفجيرات والاغتيالات وأعمال التخريب والعبث بالمُقدَّرات، حتى سَاقت لنا السماء رجل الأقدار الرئيس عبدالفتاح السيسى، القوى المقدام الذى تقدَّم الصفوفَ مُعلنًا الحربَ على الإرهاب؛ لإنقاذ مصر وشعبها العظيم رغم التحديات الجسام والتدخُّلات الإقليميَّة والدوليَّة وتورط أجهزة استخبارات خارجيَّة فى دعم ومُساندة التنظيمات الإرهابيَّة لإسقاط مصر، التى راهنوا على أنها لن تقوم لها قائمةً.. قاد السيسى معركة المصير ضد الإرهاب والإرهابيين برجالٍ صَدقوا ما عَاهدوا الله عليه، فمنهم مَنْ قَضى نَحبه ومنهم مَنْ ينتظر.. سنوات طويلة من الحروب الضَّارية، برًا وبحرًا وجوًا، خاضها أبطال قواتنا المسلَّحة الباسلة ورجال الشرطة البواسل؛ لتحرير البلاد والعباد من براثن تجَّار الدِّين والإرهابيين، حتى وصلنا إلى هذا اليوم الذى نستطيع أن نقول بكلِّ أريحيةٍ أن مصر بفضل الله وبتضحيات الأبطال أصبحت خاليةً من الإرهاب، وأن سيناء أرض الفيروز والديانات تطهَّرت من دَنس الإرهابيين، وبدأت مرحلة البناء والتعمير. 

لا يجب أن ننسى، نحن المصريين، أن حوالى ٤ آلاف شهيدٍ من رجال الجيش والشرطة، وحوالى ١٤ ألفًا آخرين أُصيبوا بإصابات خطيرة، وفَقدوا أجزاءً من أجسادهم فى معارك الشَّرف والخُلود ضد الإرهاب؛ حتى نصل إلى ما وَصلنا إليه من أمنٍ وأمانٍ وطمأنينةٍ واستقرارٍ. 

لا يجب ان ننسى جرائم الإرهابيين الذين روَّعوا الآمنين، وبثَّوا الذَعر والرعب فى نفوس المواطنين، وقتلوا المُصلين.. الذين فجَّروا المنشآت، ولغَّموا الشوارع والحُقول والأسواق والطرقات.. الذين استباحوا الدماءَ والأعراضَ، وقتلوا الجنود والأهالى والضباط.. لا يجب أن ننسى جرائم هؤلاء الذين استعرضوا قُوتهم وأسلحتهم فى سيناء بسِربٍ من السيارات والأسلحة مُتحدِّين الدولة والسُلطات، رافعين الرايات السوداء، مُتخيلين أن أرض الفيروز دانت لهم وأصبحت تحت سيطرتهم، بل وأعلنوها ولايةً مستقلةً.

الحمد لله أن عِشنا اليوم الذى تُعلن فيه مصر للعالم أجمع أن سيناء أصبحت خاليةً من الإرهاب.. الشكر واجبٌ وحتمىٌّ للرئيس البطل عبدالفتاح السيسى الذى حقَّق الإنجاز الإعجاز؛ بالقضاء على الإرهاب، لتُصبح التجربة المصريَّة فى مكافحة الإرهاب نموذجًا يُحتذى به، ومادةً تُدرَّس فى كافة المعاهد الأمنيَّة العالميَّة.. الشكر واجبٌ لأبطال الجيش والشرطة، الذين ضحُّوا بالغالى والنفيس حتى نعيش نحن الآن فى أمنٍ وأمانٍ..

خلال حفل إفطار الأسرة المصريَّة، فى شهر رمضان الماضى زفَّ الرئيس البُشرى للمصريين وللعالم أجمع؛ وقال: سيتم إعلان سيناء خاليةً من الإرهاب قريبًا.. والآن تحقَّق ما قاله الرئيس وأصبح واقعًا ملموسًا؛ جسَّدته تلك الجولة الرائعة لرئيس الوزراء والوزراء بمحافظة سيناء.. حفظ الله مصر وقائدها وشعبها وجيشها من كل سوءٍ، وتحيا مصر، تحيا مصر تحيا مصر.